يعسوب الدين في امثال وحكم القران الكريم .. وعلاقته بيعسوب النحل
هنالك اسلوب معروف في القران وفي الروايات وهو اطلاق اسماء او القاب بعض المخلوقات على الانسان لاجل نقل صورة عن بعض الصفات من هذا المخلوق على المعنى الاخر المنقول له وحتى في الامثال التي ضربها القران يكون ذلك واضحا.
ومن هذه الاستعمالات اطلاق لفظ الاسد على امير المومنين وقطعا لايراد منه نقل كل صفات الاسد الى الامام علي (ع) بل بعضها لان الاسد حيوان مفترس وفيه صفات اخرى لاتليق ولا تصح على الامام عليه السلام.
ومثل هذا الاستعمال ايضا يطلق لفظ يعسوب الدين على النبي وباقي الائمة عليهم السلام وهذا وارد في الروايات وممن ورد فيه اطلاق هذا الاسم على الامام المهدي (ع) فكثيرا ما اطلق عليه بانه يعسوب الدين ولمعرفة سبب اطلاقهم هذا الاسم عليه نقدم بحثا بسيطا عن اصل اللفظ ونترك للقارئ اللبيب ربط المعاني للوصول الى النتيجة.
يعسوب الدين ماخوذة اصلا من يعسوب النحل . ويعسوب النحل فيه مجموعة من الصفات تنطبق على الامام وصفات اخرى لا تنطبق كما ذكرنا في اسم الاسد . وقبل الدخول في المبحث نقدم مقدمة
تتكون الخلية من
1-يعسوب 2- نحلات عاملات 3- ذكور 1- اليعسوب :يكون في كل خلية يعسوب واحد ولا يمكن ان يقبل اكثر من واحد في الخلية وفي حال وجود يعسوب اخر يترك القديم المملكة له وياخذ مجموعة منه ويرحل الى مكان اخر ليبني خلية جديدة . 2- النحلات العاملات : وتنقسم الى عوامل حقلية، واخرى منزلية فالحقلية هي التي تجلب المواد من خارج الخلية ، والمنزلية هي التي تقوم بالاعمال داخل الخلية، كتصنيع العسل ورعاية البيوض وحراسة الخلية والدفاع عنها وغير ذلك. 3- اما الذكور فليس لهم أي وظيفة الا عملية التلقيح وتكون لمرة واحدة وبعدها يطردوا خارج المملكة ليموتوا لانهم اساساً لا يعرفوا كيف يعملون ولا حتى كيف يأكلون.
مقارنة بين صفات اليعسوب وباقي النحل: 1- اليعسوب اكبر حجماً واقوى بدناً من باقي النحل فكل النحل يلسع مرة واحدة ويموت بعدها بخلاف اليعسوب فانه لا يموت بعد اللسع
2- اليعسوب اطول عمراً بكثير عن باقي النحل لانه معدل اعمار النحل يصل الى ثلاثة اشهر، في حين يصل عمر اليعسوب ست سنوات وهذا فارق كبير جداً. 3- لليعسوب قدرات عقلية هائلة فهو بطبيعته مجبول على القيادة وتسيير شؤون المملكة بدقة عالية وبدون اخطاء وهذا لا يوجد عند باقي النحل، فاليعسوب يقوم ابتداءاً بتحديد اجناس المواليد الجدد واعدادهم من خلال اشرافه وتوجيهه لعملية الغذاء، فاذا اراد ان ينتج يعسوباً جديداً يأمر بأن يغذا (12 ) يوماً بالغذاء الملكي وباقي الايام غذاء عادي واذا اراد نحلات عوامل يأمر بتغذيتهن (5) ايام ملكي والباقي عادي والذكور غذاءهم (3) ايام ملكي والباقي عادي وايضاً يشرف على عملية انتاج العسل وتوزيعه وتخزينه ومما يميز قدراتهم القيادية انه في حال تعرض المملكة لخطر خارجي مثل بعض الطيور التي تعيش على النحل تقف فوق الخلية فتصطاد كل نحلة تخرج وهنا يصدر اليعسوب أوامره بالسكون والاقتيات على المخزون وعدم الخروج حتى يزول الخطر، وغير ذلم مما لا يسعنا ذكره هنا.
نقطة تحول:-
في حال غياب اليعسوب لسببٍ ما، تقوم النحلات بايجاد حلول بدلية مثل ان يتصدى منها نحل للزعامة ليكون يعسوباً بديلاً وهذا البديل يسمى في عرف النحالين باليعسوب الكاذب او الملكة الكاذبة فيبداء هذا الاخير حاشية خاصة به تجلب له الغذاء الملكي وتأخذ عنه الفتاوى والتوجيهات ونتيجة اكله الغذاء الملكي يظهر عليه الانتفاخ لانه اساساً غير مخلوق لتناول هذا الغذاء وبهذه الكميات ثم انه لا يستطيع ان يدير المملكة بنفس كفاءة اليعسوب الحقيقي فتظهر عنده الكثير من الاخطاء مما يستدعي ان يتصدى يعسوب كاذب آخر للزعامة وايضاً تكون له حاشية تنقل له الغذاء الملكي وتأخذ منه التوجيهات وهكذا يزداد عدد القادة او اليعاسيب الكاذبة حتى يصل الى اكثر من عشرة واحياناً يصل الى (70) يعسوباً كاذباً كلاً له حاشية واتباع ولا يخفى ان هذه الحواشي تأخذ من الغذاء الملكي اثناء نقله. مما يظهر عليهم الانتفاخ والترهل والترف ولو استمر الحال على هذا المنوال فانه يعني انتهاء هذه المملكة خلال فترة قصيرة جداً. وهنا لابد من تدخل يد خارجية غيبية ان صح التعبير وهي هنا يد النحال (مربي النحل) لانقاذ هذه المملكة وطبعاً يقابله تدخل يد القدرة الالهية عند البشر لانقاذهم بادخال اليعسوب الحقيقي وهو الامام (ع).. اما عند النحل فيقوم النحال بادخال اليعسوب تدريجياً ومحجوباً عن النحل لانه ان ادخله مباشرةً فانهم ينفرون منه لانهم غريبون عنه، ثم يجتمعون على قتله وهو وان كان اقوى منهم الا ان اعدادهم الهائلة التي تصل الى عشرات الالف او اكثر، اقوى منه، فعليه يضعه في وعاء شفاف يمكنه ان يرسل راحته من خلاله ولا يمكنهم الوصول اليه لقتله وبالتالي تصلهم التوجيهات والاوامر وما ان يبدأ ببث رائحته تبدأ النحلات المستضعفة بالارتباط به وتطبيق توجيهاته ونقلها الى باقي النحل للتعرف عليه وانه اليعسوب الحقيقي من خلال رائحته فيزداد انصاره واعوانه باستثناء من اكل من الغذاء الملكي واعتاد على حياة الترف والقيادة فانه يرفض ان يسلم الامانة الى اهلها وايضاً نتيجة اكله حقوق غيره اعميت بصيرته او حاسته فهو لا يميز راحة الحقيقي من الكاذب لذاوبعد ان تقوى شوكة اليعسوب الحقيقي بكثرة انصاره يقوم بأهم خطوة والتي ينتظرها المربي ليطمئن على المملكة وهذه الخطوة هي قتل كل اليعاسيب الكاذبة الجالسة في غير مكانها هم وحاوشيهم والقاء جثثهم خارج المملكة فاذا شاهدها المربي اطمأن على هذه المملكة لان هذه الجثث مميزة بالانتفاخ وغلظ الرقبة.
وهنا اترك للقارئ اللبيب الربط بين المعاني والوصول الى النتيجة بنفسه سائلاً الله جل وعلى ان يخلصنا من العصبية وسوء الظن واكل اموال اليتامى والمساكين، وان يطهر قلوبنا لتصبح محلاً قابلاً لاستقبال الفيوضات الريانية.
نقلا عن منتديات مهدي آل محمد
من فكر السيد أبو عبد الله الحسين القحطاني
نقلا عن الموسوعة القرآنية لليسد القحطاني
الخميس 13 أغسطس - 18:58
