الدر المنثور عضو
العمر : 54 البلد : العراق نقاط : 55429 تاريخ التسجيل : 30/09/2009
| موضوع: يغامر بكل شيء من أجل الانتخابات..ويعتمد على قوّته المحضة الأربعاء 30 سبتمبر - 22:36 | |
| يغامر بكل شيء من أجل الانتخابات..ويعتمد على قوّته المحضة!
خبير أميركي: المالكي الآن خصم للتحالف الشيعي المصدر : جريدة النور التي تصدر عن الملف برس - الكاتب: الملف برس
بغداد/باريس/ اختار رئيس الوزراء نوري المالكي طريق (الزعيم الأوحد) بحسب تعبير محلل سياسي غربي، قال إنه يهدف إلى: تهميش منافسيه الشيعة، وكسب رؤساء العشائر السُنّية، ودعم الأحزاب العربية ضد الأكراد في كركوك والموصل، وإقناع أصدقائه الأميركان في النتيجة أنه الزعيم الموثوق الوحيد. وترى وكالة فرانس برس أن رئيس الوزراء مستعد للمغامرة بكل شيء من أجل الفوز في الانتخابات، وأنه يريد أن يعتمد على قوته المحضة وديناميكياته. وفي الوقت الذي تحوّل فيه المالكي خصماً للتحالف السابق الذي أصعده إلى السلطة، فإن الأكراد والكثيرين من السُنّة لا يثقون به.
يقول سامي كيتز في تحليل سياسي بثته وكالة فرانس برس باللغة الإنكليزية: بانفصاله عن تحالفه الشيعي الحاكم،قبيل الانتخابات العامة المجدولة في كانون الثاني من السنة المقبلة 2010، أظهر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أنه يستطيع أن (يغامر) بكل شيء يمكن أن يفعله، أو بأية قاعدة، أو مبدأ يمكن أن يكسره، بحسب تأكيد مراقبين سياسيين في بغداد، استند إليهم كيتز في تحليله.
ويرى هؤلاء أن ستراتيجية المالكي، اتضحت نقاط تركيزها بعد أن سمّى حلفاؤه السابقون مرشحيهم لعملية التصويت المقبلة في إطار قائمة دفعت المالكي إلى إعلان أنه يسعى لاختيار تحالف واسع القواعد ومعترف بأطرافه المتعددة. إنه –كما يقول كيتز- يراهن بشكل صحيح، أو غير صحيح على قوته المحضة، وعلى ديناميكياته في الفوز، لكن الآخرين يراهنون أنه سـ(يفشل)!.
ويستأنس المحلل السياسي لفرانس برس برأي الأنثروبولوجي هشام داود، المتخصص في شؤون العشائر العراقية الذي يؤكد أن رئيس الوزراء الشيعي المصمم –كما يبدو- على قلب صفحة جديدة في النظام السياسي العراقي المُهشّم إثنياً، وطائفياً، راغباً في خلق تحالف يتضمن الزعماء العشائريين السُنّة، وكذلك المرشحين الشيعة. لقد كان يعمل من أجل هذا الهدف خلال الأسابيع، إن لم يكن خلال الشهور الماضية، وهو يعتقد أنه سينجح مثلما نجح في الانتخابات المحلية، قبل سبعة شهور، عندما فاز حلفاؤه السابقون في المناطق الشيعية وفي بغداد.
ويقول كيتز إن المالكي يأمل بتشكيل تحالف عريض، ويحرص في الأغلب على تسميته تحالف (الدولة والقانون) كما كان ذلك في اقتراع كانون الثاني الماضي الذي جسّر هوة الانقسام الطائفي الذي أفسد السياسة والأمن منذ أن غزت الولايات المتحدة الأميركية العراق سنة 2003. ويؤكد المحلل السياسي أن شركاءه السابقين قد توحّدوا معاً ليشكلوا مجموعتهم الخاصة في إطار (التحالف الوطني العراقي) ina والذي يضم المجلس الأعلى الإسلامي الذي يقوده الآن عمار الحكيم خلفاً لوالده الذي توفي الأسبوع الماضي. ويتضمن أيضا أتباع مقتدى الصدر. إن التحالف الوطني العراقي الذي يُعدّ الآن التحالف الشيعي البارز، والمجموعة الأكبر في البرلمان، أصدر في الرابع والعشرين من الشهر الماضي قائمة بمرشحيه للانتخابات استثنت المالكي وحلفاءه.
وحسب داود فإن التحالف الشيعي (الجديد) يركز على مسألتين مهمّتين: محاولة إضعاف المالكي، والثانية احتواؤه. ويضيف الإنثروبولوجي قوله: ((إنهم يتوقعون أنه سيفشل، ولهذا فهم أقل قلقاً في التخطيط لاستراتيجيتهم الخاصة. لكن المالكي لا يعتقد أن مستقبله السياسي يمكن أن يساوم عليه، برغم مواجهته نكسات أمن جدية وخطيرة في الأسابيع الأخيرة)).
يقول المحلل السياسي سامي كيتز إن نحو 130 شخصاً قتلوا، وما يقرب من 600 آخرين جرحوا في 19 آب، عندما انفجرت شاحنات مفخخة في مركز مدينة بغداد، مستهدفة بشكل أساس وزارتي المالية والخارجية. وأوضح أن الهجمات كانت مظهراً لحالة العنف الأسوأ في العراق خلال الـ18 شهراً الماضية، وجاءت بعد أن انسحبت القوات الأميركية من مراكز المدن في نهاية شهر حزيران الماضي، استعداداً للانسحاب الكامل من العرق في نهاية سنة 2011.
ويعتقد واين وايت الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن أنّ المالكي يمشي الآن في حقل ألغام، أو أنه يسير في طريق خطر، فيما هو يكافح لصياغة تحالف واسع متعدد ومعترف به شعبياً، وبشكل خاص بعد الانتكاسات الأمنية التي تعرض لها البلد. وقال إنه يمكن أن يكسب الجولة الانتخابية المقبلة بسبب مظاهر الضعف في المعسكر الشيعي التي ترجع الى حالة الصراع الطويل بين حركة التيار الصدري، وبين المجلس الأعلى الإسلامي في العراق. ويشدّد وايت على أن المالكي يجب أن يتعامل أيضا مع عوامل الخوف والقلق التي يشكلها الأكراد في الشمال، إضافة الى مصدر القلق الكبير بالنسبة للمالكي، أي زعماء العشائر الكبار هناك!.
وبكلام آخر –يقول الباحث السياسي في معهد الشرق الأوسط- فإن المالكي في وضع حساس للغاية، ذلك لأن الأكراد والسُنة لا يثقون به. وأضاف مؤكداً: ((إن تحالفه سيكون تحالفاً مشبوهاً، وذا شأن معقد. لكنّه برغم ذلك مازال يحظى بفرصة للفوز بالانتخابات، لكن الآن هناك الكثير من المخاطر التي تحيط به. الآن هناك تحدّيات كبيرة. ومعظم المواطنين يعتقدون أنه يريد أن يفوز لكنه بعد التفجيرات له نصيب بمقدار 50 بالمائة. لقد أصبح الأمر صعباً جداً للفوز ثانية بمنصب رئس الوزراء)).
ويعتقد الأستاذ في جامعة بغداد الدكتور حامد فاضل أن المالكي يجب أن يعدّل مهاراته الدبلوماسية، إذا ما أراد الفوز في انتخابات كانون الثاني المقبل. إن المفتاح لذلك، هو أن يقيم تحالفاً مع رؤساء العشائر السُنّية، ومع المستقلين، ومع الشخصيات العلمانية. ويضيف فاضل قوله: ((فقط لهذه الأسباب ستكون لديه فرصة نجاح. إن نظام تمثيل العراق المحاصصيي يعني أن مرشحي المالكي، حتى إذا ربحوا الدوائر الانتخابية، فإنه بحاجة الى أن يقيم تحالفات لكي يصبح رئيساً للوزراء.
وطبقاً لمستشار المالكي علي الموسوي فإن رئيس الوزراء ((ليس في عجالة من أمره للكشف عن قائمته على الرغم من أن مجموعات سياسية كثيرة جاهزة للالتحاق به الآن)). وحسب رأي أستاذ علوم الأنثربولوجي هشام داود، فإن الدعم الذي يحصل عليه المالكي في الفترة الأخيرة ينحصر بالمجموعات السُنّية، وبالزعماء العشائريين الذي يقاتلون ميليشيات القاعدة في محافظة الأنبار التي كانت ذات يوم ملاذاً لها. ويؤكد داود على أن المالكي سيندفع في تنافس الانتخابات المقبلة بـ(ستراتيجية رباعية الدفع) وقال إن هدفه الأساس هو أن يهمّش منافسيه الشيعة، ويكسب رؤساء العشائر السُنّية، ودعم الأحزاب العربية ضد الأكراد في كركوك والموصل ويقود الأميركان الى الاعتقاد أنه وحده (الزعيم الموثوق).
| |
|