موضوع: الامام الجواد عليه السلام..( قدوة الشباب ) السبت 10 أكتوبر - 11:16
الإمـام مـحـمـد الـجـواد ( عليه السلام) قـدوة الـشـبـاب
من كتاب سفن النجاة
ولد الإمام محمد الجواد ( عليه السلام ) عام 195 هـ ، و توفي عام 220 هـ ، فكان عمره 25 سنة فقط ، فهو أقصر الأئمة ( عليه السلام ) عمراً ، و لكن و مع هذا العمر القصير كانت حياته زاهرة بالأحداث ، و المواقف المشرفة . الأمر الذي استوقفني و أنا أطالع سيرته ، و انبثقت لي هذه الفكرة ، و هي كيف يمكننا أن نستفيد من حياة الإمام الجواد في بناء جيلاً من الشباب ، و هنا لابد من وقفة قصيرة نتأمل فيها بعض الجوانب من سيرته ( عليه السلام ) .
أولاً : النبوغ المبكر
عندما هاجر الإمام الرضا إلى خراسان بأمر من الخليفة المأمون كان عمر الإمام الجواد خمس سنوات ، م كان الإمام الرضا ( عليه السلام ) يعرف ما يتمتع به نجله من كفاءة و مواهب في شتى المجالات ، و لذا كان الإمام الرضا عند استلامه لرسالة من ولده الجواد ( عليه السلام ) كان يخبر شيعته بقوله كتب أبي جعفر ، و لم يقل كتب ابني ، أو محمد ، بل كان يكنيه بهذه الكنية ، و هذا دليل على المكانة التي كان يتمتع بها الإمام ( عليه السلام ) ، و كان الإمام الرضا يريد من عمله هذا أن يبث هذه المكانة في نفوس أتباعه .
ثانياً : الإمامة المبكرة
تولى الإمام الجواد ( عليه السلام ) مقاليد الخلافة ( الإمامة ) و هو في سن مبكر ( ثمان سنوات ) ، فكان معجزة أن يتولى صبي إمامة المسلمين ، و كان هذا التعجب يلازم ضعيفي العقول ، و الإيمان ، حيث أن القيادة ( النبوة ، و الإمامة ) لا تقاس بالعمر ، فهي منصب إلهي ، يختار الله من يشاء من عباده ، فقد اختار الله عيسى ابن مريم نبياً و هو في المهد ، و هنا لا يحق لبني البشر الاعتراض على هذا الاختيار.
ثالثاً : مفتي الديار
بقي الإمام الجواد في المدينة ثماني سنوات ، يفتي الناس ، و يوضح لهم الإشكاليات الفقهية و العقائدية ، و غيرها ، و في الحادثة التالية تتضح مكانة الإمام الجواد ، حين جلس الإمام ( عليه السلام ) في مجلس و كان فيه عمه ( عبد الله بن موسى ) و سأل القوم مسألة ، رجل أتى بهيمة ، فما حكمه ، فقال عبد الله بن موسى تقطع يمينه و يقام عليه الحد . فقال الإمام الجواد ( عليه السلام ) يا عم اتق الله إنه لعظيم أن تقف يوم القيامة بين يدي الله عز وجل لما أفتيت الناس بما لا تعلم ، فقال له عمه ، يا سيدي أليس قال هذا أبوك ( عليه السلام ) ؟ فقال الإمام ( عليه السلام ) : إنما سئل أبي عن رجل نبش قبر امرأة فنكحها ، فقال أبي : تقطع يمينه للنبش و يضرب حد الزنا ، فإن حرمة الميتة كحرمة الحية . فقال : صدقت يا سيدي أنا أستغفر الله ، فتعجب الناس فقالوا له : يا سيدنا أتأذن أن نسألك ؟ فقال : نعم ، فسألوه في مجلس عن ثلاثين ألف مسألة فأجابهم فيها و له تسع سنين .
رابعاً : الإطلاع على الأحداث و مجرياتها
لم يكن الإمام بعيداً عن مجريات الأحداث ، بل كان على علم مسبق بكل حركة يتحركها الشارع العام و الخاص ، فهو على علم بما يريده المأمون من زوجه من ابنته أم الفضل ، و كذلك كان الإمام على علم بما يدور في خلد الخليفة المعتصم . عندما توفي المأمون تولى الحكم المعتصم الذي كان ابن أمة تركية ، و لهذا قام بتقريب الأتراك للحكم ، و جعلهم قادة ، و أعطاهم الامتيازات و المناصب ، حتى قويت شوكتهم ، لدرجة أن أحدهم و يدعى عجيف أراد أن يقوم بانقلاب عسكري على المعتصم و لكنه فشل في محاولته مما أدى أن يلقى حتفه نتيجة فشلة … و استطاع الأتراك أن يسيطروا على مقاليد الحكم حتى وصل الأمر بهم أنهم يخلعون الخليفة الذي لا يتوافق مع سياستهم … إلى جانب هذا الاضطراب في الحكم كانت هناك ثورات تقلق الخلفاء العباسيين ، و تقض من مضجعهم ، و من بين هذه الثورات ثورة محمد بن القاسم بن علي الطالبي ، وهي أبرز ثورة في عهد الإمام الجواد ( عليه السلام) . كل هذه الأحداث كانت تجري تحت مرأى من الإمام الجواد ( عليه السلام ) .
خامساً : الأخلاقيات الرفيعة
كان الإمام الجواد ( عليه السلام ) مثالاً في الأخلاق ، كبقية آبائه ( عليه السلام ) ، فهو الجواد لما عرف من جوده و كثرة عطاءه ، فقد دخل عليه بعض أصحابه الذين كان للإمام عليه دين يقول له : جعلت فداك اجعلني من عشرة آلاف درهم في حل فإني أنفقتها ، فقال له أبو جعفر ( عليه السلام ) : أنت في حل … و هو الزاهد و التقي ، حيث أنه استقبل الناس في حفلة أقيمت تكريماً له أيام الحج ، و قد حضرها من فقهاء العراق و مصر و الحجاز جمع غفير استقبلهم بقميصين و عمامة بذاوئتين و نعلين …
قدوة الشباب
بعد هذا العرض السريع و المجمل لسيرة الإمام الجواد ( عليه السلام ) نقول أن الإمام و هو ابن خمسة و عشرون عاماً كان أعجوبة زمانه ، في علمه ، و تقواه ، و أخلاقه ، و اطلاعه على أحداث الساحة ، فهل لنا أن نقتدي به ؟ نعم ، فعلى الشباب أن يتخذوه قدوة ، في كل حركة ، و في كل موقف ، و كل حدث ، و هنا أود أن أثير بعض النقاط الهامة ( في نظري )
1 ) ضرورة إنشاء مراكز تهتم بأمور الشباب و تحل من مشاكلهم ، و تصحح لهم أفكارهم . ففي عالمنا اليوم يستهدف الجيل الشاب ، و يسخر ، و يجعل كآلة تحركها الأهواء و الشهوات ، و الغرائز الفاسدة ، و حين لا نقيم لهذا الجيل مركزاً ينصحه ، فإننا سنخسر أهم طاقة في المجتمع من ثم لن ننشد التقدم .
2 ) الاهتمام الخاص ببعض الشباب ن حيث أن في كل منطقة ، و كل مجتمع يوجد مجموعة من الشباب ممن يمتلكون الحس الاجتماعي و التغييري ، و لكن البعض منهم مهمل ، فهو يعمل بمفرده ، لأنه يشعر بالمسؤولية ، لا أحد يقف معه من ذوي الشأن ، و لذا ( إني ) رأيت البعض من هؤلاء الشباب تركوا هذا العمل المقدس بسبب عدم الاهتمام الخاص بهم ، و لعل كلمة من عالم دين ، أو أحد الوجهاء تسهم و تنشط عمل هذا الشاب .
3 ) ترسيخ بعض المبادئ الهامة ، و التي تتجلى في الشباب كالقيادة ، فلا بأس بأن نعطي الشباب دوراً ، لماذا نحن الذين نمارس جميع الأدوار ، الدينية ، الاجتماعية ، السياسية ، و غيرها … ماذا بقي للجيل الشاب أن يعمله … و البساط سٌحب من يديه ؟
4 ) لابد أن يكون هناك تفاعل بين الشباب ، و بين من ينشد الإصلاح كالعلماء ، فلا بد من التقارب بين وجهات النظر ، فلا الشباب يتعصبون لرأيهم ، و لا العلماء كذلك ، و علينا أن نعي أن العمل التغيير بعيداً عن نصائح العلماء لهو عمل ناقص .
في الختام :
على الشباب أن يهتموا بأنفسهم ، لذا عليهم أن يبنوا ذواتهم البناء السليم ، عليهم أن يستفيدوا من قدراتهم ، و كفاءاتهم ، لا يدعوا مرحلة الشباب تذهب سدى في الملاهي ، في الأعمال البسيطة ، الشباب العظماء هم من يمارسون أعمالاً عظيمة ، و على الشباب أن يكونوا على قدر كبير من الوعي ، حتى يستطيعوا أن يعيشوا في هذا العالم .
</B>
زائر زائر
موضوع: رد: الامام الجواد عليه السلام..( قدوة الشباب ) السبت 10 أكتوبر - 17:10
شكراً والف شكر على الموضوع المميز
بكلماته القوية
التي تصل الى الصميم
زادكِ الله من علمه..
موفقة لكل خير بحق محمد وآل محمد
تحيااتي...
ابوفاضل .
العمر : 37 كيف تعرفت علينا : اخر هوايات : برمجة حاسوب البلد : رض الله الواسعة نقاط التميز : نقاط : 61163 تاريخ التسجيل : 09/08/2008
موضوع: رد: الامام الجواد عليه السلام..( قدوة الشباب ) الأحد 11 أكتوبر - 9:00
اللهم صل على محمد وآل محمد
يعطيك الف عافيه
على الطرح النوراني</B>
زائر زائر
موضوع: رد: الامام الجواد عليه السلام..( قدوة الشباب ) الإثنين 12 أكتوبر - 9:55