الدر المنثور عضو
العمر : 54 البلد : العراق نقاط : 55399 تاريخ التسجيل : 30/09/2009
| موضوع: رسائل من تحت وفوق الانقاض ( 6 ) الأربعاء 21 أكتوبر - 15:53 | |
| رسائل من تحت وفوق الانقاض ( 6 ) |
| <table class="dcitbce" width="98%" align="center" border="0" cellpadding="0"><tr><td><table style="border-collapse: collapse;" width="98%" border="0" cellpadding="4"><tr><td valign="top"> رسائل من تحت وفوق الانقاض ( 6 ) الرسالة السادسة من تحت الأنقاض عبدالله النوفلي أعتدت أن أكتب أليك أيها العزيز عن حياتنا والأحداث المهمة التي يشهدها بلدنا ونحن من ضمنه كي أضعك بالصورة ولكي توثق هذه المعلومات لديك لأننا نعيش على (كف عفريت) كما يقول المثل ولا نعلم في أي لحظة أو دقيقة يأتينا الدور لأننا في العراق جميعا؛ منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر!!! فالنار مستعرة وبحاجة إلى وقود وها إنني أكتب لك في هذه اللحظات وقد أكلت النار قسا كاثوليكيا في الموصل وثلاثة من مساعديه الذين نطلق عليهم شمامسة في مدينة الموصل لا لذنب سوى كونهم للتو خرجو من الكنيسة بعد انتهاء الصلاة وكما تعلم أن الأحد عند النصارى يوما مقدسا!!! وفي هذا الوقت والنار مستعرة وبحاجة للمزيد ومزيدها ما هو إلا أنا وابن عمي أو أخي أو صديقي وبالنتيجة جميعنا، وأطلب منك أن لا تتفاجأ يوما بفقدان صديقنا الفلاني أو أي من أقاربنا لأننا جميعا سواسية وأمام عدو لا نعرفه ولا يعرفنا وماكنته تبتلع كلما يأتي أمامها دون تمييز. للأسف أيها العزيز تقول لي أنك تبدو متشائما في رسائلك لي وكيف لا أكون كذلك؟ وأنا أعيش يوميا في بلد يحترق وإن سرتُ في الشوارع فليس أمرا غريبا أن أشاهد سيارة للشرطة وهي تحمل الجثث المجهولة الهوية وهي موضوعة بشكل عشوائي على متنها وكل من في الشارع يشاهدها ومنهم امثالي المغلوب على أمرهم، ومَنْ هؤلاء؟ أليسوا هم أبناء هذا البلد مثلي ومثلك؟ عندما كنت معنا هنا؟ ألم تفقدهم عوائلهم؟ ولم يفكر من جنى عليهم أن ورائهم أطفالا أصبحوا بلا أب أو معيل يساعدهم على قسوة الحياة، وهؤلاء حُرموا كما يُحرم أقرانهم بالعشرات كل يوم من منادات آبائهم أو من حنان الوالد الذي لا يمكن تعويضه مطلقا!!! فأي شخصية ستكون لهؤلاء وماذا سيكون مصيرهم؟ لا أستطيع التكهن لأن ذلك بعِلم الغيب. عزيزي: تكلمت لك عن الكهرباء المشكلة المستعصية والتي أنتجت لنا مشاكل أخرى والوقود أحداها؛ هذه المادة التي عراقنا العزيز هو من الدول المتصدرة في الاحتياطي لها وكذلك في الانتاج إن أُتيحت له الفرصة لأن الله منَّ على أرض الرافدين أن تكون عائمة على بحيرة من النفط يتمنى أي بلد من الدنيا لو توفرت له 10% منها تحت أراضيه!!! هل تتذكر كيف كان لتر البنزين ب عشرون فلسا!!! يومها كنا نملأ خزان بنزين السيارة بأقل من دينار واحد وكان كل شيء رخيص الثمن قياسا على ذلك، هل تتذكر وحش الطاوة كما كان يحلو لنا نحن العراقيين أن نسميه (الباذنجان) لأنه كان يغزو وجبات الطعام صيفا كونه كان يباع بأبخس الأثمان وكان قوتا للفقراء وثمن كيلو غرام منه كان يباع بأقل من خمس فلوس!!! لكن اليوم الصورة كلها بالمقلوب وواقع حياتنا يسير عكس الحياة العامة ولم يتبقى شيئا يذكرنا بالماضي الذي أصبحنا نتحسر عليه وعلى أيامه، فالوقود رغم وجود المئات من محطات التعبئة والعشرات منها في بغداد فقط لكن طابور الانتظار ولكي تحصل على فرصة املاء الخزان قد يستغرق ثماني ساعات أو أكثر وبطول عدد من الكيلو مترات كل ذلك حتى تحصل على فرصة أملاء الخزان وليس يوميا بل بين يوم وآخر لأن النظام عندنا هو حسب رقم السيارة سواء كان فردي أم زوجي، فما الذي يعمل سائق التكسي الذي رزقه على عمل سيارته؟ وماذا يعمل الموظف الذي يكون مشغولا بعمله ومن أين له أن يضيّع ثماني ساعات في طابور الانتظار ويا ريت لو كان السعر كما كان في السابق لأن هذه الأيام أصبح سعر اللتر الرسمي 400 دينار!!! وحتى لا تنتظر عليك الاستنجاد في السوق السوداء وبأكثر من 250% من السعر الرسمي، وعليك أن تخمن كيف تسير الحياة ولتر البنزين في السوق السوداء بأكثر من ألف دينار!!! والكهرباء غير متوفرة ونحن بحاجة للبنزين ليس للسيارة وحدها بل لمولدة الكهرباء الصغيرة التي نستطيع تشغيل مروحة أو تلفزيون كي نتواصل مع العالم ونؤمّل أنفسنا بغدٍ أفضل من اليوم. فيا صديقي إن بلدنا منتج للنفط وأهله بحاجة مستمرة لهذه المادة وبمعاناة مستمرة من أرتفاع أسعاره حتى أن الشوارع بدت فقيرة بالسيارات لأن هذه تحتاج إلى الوقود وهو غير متيسر ببساطة وقد قضينا بذلك على مشكلة الازدحام والذي يزور بلدنا قد يفكر لأول وهلة أنه يزور بلدا متحضرا قضى بشكل كامل على مشكلة المرور وحلَّ أزمة الازدحام!!! إنه أيها العزيز شرُّ البلية ما يُضحك ونحن نحمد الله كوننا نستطيع تلطيف الجو أحيانا أو نعطي المجال لأنفسنا كي نبتسم أو نقصُّ بعض النكات بغية أدخال الفرح الجزئي إلى ذواتنا. فماذا تريدني أن أكتب لك أكثر من هذا وأنت تعلم أننا هذه الأيام ولتونا بدءنا فصل الصيف ولم يصل بعد تموز أو آب الذي كنا نسميه بآب اللاهاب، وإننا أصبحنا نستخدم وسيلة التبريد الذي كان يستخدمها أجدادنا إلا وهي)المهفة( وبعضنا يُطلق عليها تسمية)السبلت( حتى لا ينسى أنه يوجد وسيلة حضارية للتبريد split unit تقوم بتلطيف الجو للبشر لكي يتمكنوا من الابداع في ظلّ ظروف الجو الحار بل الشديد الحرارة، وأعتقد يوما قلت لي أن شريعة دولية تمنع اشتغال الإنسان إذا تجاوزت الحرارة عن 50 درجة مئوية، وأنا اتمنى لو استطاعت المنظمات الإنسانية من التواجد في حرّ بغداد لتقيس درجة الحرارة فغالبا ما هي أعلى من هذه الدرجة!!! ألم تتذكر كيف كانت مادة تبليط الشوارع )الإسفلت( وقت الظهيرة تنصهر لتترك عجلات السيارات الثقيلة أثرها عليه؟ ومن جراء هذا فإن شوارعنا لم تعد صالحة لمسير المركبات أو أن تزيد من سرعتها لأن المطبات لا حد لها وقد طالها الخراب بجميع مفاصلها حالها حال جميع بقاع بلدنا الذي نسميه العراق، ومما زاد الطين بلّة في هذه الشوارع مشاركة آليات قوات الاحتلال الثقيلة ومنها الدبابات للسيارات الصغيرة (الصالون) ذات الشارع وإن لم تجد هذه طريقا لها فلا مانع لديها من السير فوق السيارات الصغيرة حتى لو كان فيها بشر!!! تصور يا عزيزي هذا هو حالنا وأنني لم أوصف لك لحد الآن إلا النزر اليسير وإن طلبت مني الاستمرار فقد أستغرق مدة طويلة ورسائل متسلسلة عديدة ومع ذلك كتبت في جوابك الماضي لي أنني متشائم كثيرا في كتاباتي!!! فمن أين آتيك بالتفاؤل وأنا لا أملك القوة على التغيير وليس بيدي غير هذا القلم الذي يسطر ما يراه وما يعيشه، كي تعرف أنت وشرفاء العالم بأي حال نحن عملا بالقول "ذكّر فقد تنفع الذكرى!!!" وها أنني كتبت لك للمرة السادسة مذكرا أياك والعالم أجمع بوجود بشر بحاجة إلى الرفق، ويا منظمات العالم المتحضر كفاكم رفقا بالحيوان لأن الإنسان في بلدنا بحاجة إلى الرفق به ومساعدته لكي تنتعش في مخيلته فسحة الأمل وإلى ذلك الحين هذا هو الحال وجميعنا ننتظر ألا يسوء الوضع أكثر لكن هذا هو المنكر فاعمل بقوتك من أجل اجتثاثه ولا يكفي معه "أضعف الإيمان". عبدالله النوفلي بغـــــــــــــــــــداد – العـــــــــــــــــــــراق ***** الرسالة السادسة من فوق الانقاض صـــــــباح ســـــــــعيد الزبيــــــــدي لقد تمت دراسة ظواهر السلوك الاجتماعي والشخصية العدوانية ، فوجد الباحثون بأن هناك ارتباطات بين هذه السلوكيات وعطب او تلف حدث لجزء من الدماغ ونتيجة اصابة بعض الاشخاص بامراض في الدماغ اهمها الفص الصدغي يجعلهم احياناً يسلكون سلوكاً سيئاً او وحشياً دون وعي منهم. وكانت دراسات طبية قد لاحظت أن هناك خللاً في الاختيارات ينشأ من إصابة قشرة الدماغ بالتلف، ولذا تظهر ثمة حالات من اضطرابات في السلوك البشري بطريقة لا سيطرة للإنسان في التوقف عنها ، لذلك يؤدي هذا الخلل الى ظهور حالات من اختلال اختيارات السلوك الاجتماعي كالعدوانية أو غيرها من الاعمال التي يسلكها البعض وتقربهم من السلوك الحيواني وخاصة سلوك الحيوانات المفترسة. فيا صديقي الوفي وكما ذكرته لي في رسالتك من انكم تعيشون على ( كف عفريت) اود ان اقول واستنادا على ما ذكرته لك اعلاه من ان الاصابات الدماغية لها دور رئيس في تغيير السلوك البشري.. ولكون العراق الان محتل من قبل قوى الشر والظلام والعدوان وبكافة انواعها واقصد هنا ( قوات الاحتلال الامريكية وحلفائها وقوى الشر والظلام الارهابية التي وفدت الى العراق من بلدان عربية وإسلامية واجنبية ) لذا من الطبيعي ان تصبح مقدراته بيد شلة من المصابين بامراض الدماغ والذين يحتاجون الى فحوصات عضوية ومعالجات سريرية لكي يتعلموا سلوك النفس البشرية ويخضع سلوكهم غير السوي لقواعد المجتمع وظروفه الاجتماعية. لانهم ياصديقي لا يقيمون وزنا لهذا المخلوق (الإنسان) الذي شرفه الله تعالى وكرمه على سائر مخلوقاته، كما قال تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضيلاً (الإسراء: 70). لذلك انت وانا وكل الشرفاء في مشارق الارض ومغاربها نبقى نؤمن إِيماناً راسخاً بأنَّ البشر جميعاً خُلِقوا لكي “يَحْمِلوا حضارةً دائمةَ التّقدُّم” وبأَنَّه “ليس من شِيَم الإنسان أن يسلك مسلك وحوش الغاب”. اما ماذكرته لي عن ازمة الوقود اود ان اوضح مايلي .. كما يعرف الكل أن العراق بلد يطفو على بحيرة من النفط ، ويعتبر ثاني أكبر بلد من حيث احتياطي النفط في العالم بعد السعودية ، ومع ذلك أصبح العراقي اليوم الذي يكتوي بنار الاحتلال والساسة المتعاونين معه في إطالة معاناة العراقيين البؤساء والنيل من كرامتهم، يعيش ماساة حقيقة لان هذه الازمة أحالت منازل العراقيين إلى اماكن مظلمة باردة شتاءا حارة صيفا ، ودفع اصحاب السيارات إلى الانتظار ساعات وربما ايام للحصول على البنزين. فلم يعد الأمر سراً من أن هناك اسباب كثيرة ادت إلى تفاقم أزمة الطاقة بالعراق، حيث أن قوات الاحتلال الامريكي في العراق بسطت سيطرتها على بعض الحقول والآبار النفطية المهمة وتقوم باعمال سلب ونهب لهذه الثروة الوطنية بدون رقابة وطنية . اضافة الى الهجمات ضد المنشآت النفطية والتي تتسبب بصورة دورية في تعطيل مصافي النفط والمولدات الكهربائية، وخطوط الأنابيب والكابلات. وكذلك الفساد في نظام التوزيع وعدم الاهتمام بالتجهيزات الخاصة بصناعة النفط بداية من التجهيزات الرئيسة، إلى محولات القوى ومضخات الغاز . واخيرا المليشيات الطائفية التي بسطت سيطرتها على حقول النفط والموانئ وتمارس سرقة النفط بصورة مستمرة رغم انف الحكومة. لذا يجب ان نتذكر ياصديقي بأننا في حاجة إلى أي بصيص أمل ونور لأن اليأس مستفحل والظلام طاغي ويأتي ذلك من خلال الصبر والانفتاح على الفكر الآخر، والتسامح تجاه الأفكار والأديان الأخرى لكي يتم القضاء على حالات التشنج والانفعال، والتقليل من وجود أرضية لنمو فكر الإرهاب والكراهية والحقد في المجتمع . كذلك الحفاظ على التماسك الاجتماعي، وزرع المحبة والمودة ،وبذلك ينمو فكر الاعتدال، وتزدهر قيم التسامح والحوار والتعاون، ويتقلص فكر الانغلاق الذي يؤدي للتطرف والإرهاب. اخوكم صـــــــباح ســـــــــعيد الزبيــــــــدي
</td></tr></table></td></tr></table> |
| |
|