منتديات الكرار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الكرار

حياكم الله يا ..,زائر في منتديات الكرار
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولالتبرع للمنتدى

 

 معلومة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عاشقة النجف
عضو
عضو
عاشقة النجف


انثى
العمر : 47
البلد : البحرين
نقاط : 53670
تاريخ التسجيل : 10/09/2009

معلومة Empty
مُساهمةموضوع: معلومة   معلومة Icon_minitimeالأحد 25 أكتوبر - 21:21

ارتبط مفهوم الإغراء في أذهان الناس في العالم العربي وفي كثير من الثقافات بـ«الجسد»، وصار جسد المرأة وفحولة الرجل عنصرين أساسيين في تكوين عملية الإغراء.

ثم تنامى اهتمام المرأة بهذا الجسد باعتباره الداعم الأول لنجاحها مع الرجل، فقامت له البرامج الفضائية وأُفردت له صفحات الصحف، وخُصصت من أجله المجلات. ودخلت بعض النساء في هاجس تكوير الجسد ومواصفاته لجذب الرجل، فمنهن من ذاقت عذاب الحمية، ومنهن من خاطرت بالذهاب إلى عيادات أطباء التجميل لإجراء عمليات الشفط والسحب والرفع.

إلى هذا الحد وصل الهوس بجمال المظهر، أنا لست ضد ذلك تماماً، ولست ضد اهتمام المرأة بنفسها، بل إنني دائما أرفض الصورة النمطية للمرأة المثقفة التي تعتقد بأنها لابد أن تكون ذات شعر منكوش، وبطن مرتفع -أحيانا- وأجزاء من الجسد متهدلة، فلا هذا ولا ذاك، ولا أن يكون الاهتمام بشيء على حساب الآخر.

بطبعي أحب المرأة التي تهتم بمظهرها، ومنذ طفولتي كنت اشعر باحترام تجاه المعلمة ذات الملابس الأنيقة والجسد الممشوق، كل هذه أمور مستحسنة لا غبار عليها، لكننا نقف أمام معضلة التفكير باتجاه واحد، واعتقاد المرأة في مجتمعاتنا الشرقية بأن وصولها إلى أقصى درجات الجمال والأناقة كافية لأسر قلب الرجل، حتى أن مقولة تكررت على مسمعي كثيرا في المجالس العامة حين يصل خبر ما عن رجل طلق زوجته أو تزوج عليها.. «حرام، زوجته تجنن، هذا رجال عينه فارغة وش يبي أكثر من كذا..؟»، وتقف كثير من النسوة على ذلك الحد من التساؤلات دون أدنى محاولات لتعقبها، فمعظم نسائنا وحتى الآن لم يدركن أن هناك شيئا يوصف بـ«الإغراء العقلي»، على وزن «الإغراء الجسدي»، وهو في واقع أهميته أعلى وأقوى تأثيرا، أعني أن يجد الرجل والمرأة في الشريك رفيقا يستطيع أن يدخل معه في أحاديث نخبوية ترضي عقله وتستحثه وتشاركه الأفكار والهموم من خلال سقف رفيع للتواصل والحديث. الشريك الذي تتابع معه برنامجاً في التلفزيون فيستطيع أن يناقشك في موضوعه، سواء أكان برنامجاً سياسياً أم فكرياً أم فنياً، إنه إغراء المرأة المثقفة التي يحلم بها كل رجل.

إنني أتساءل كثيراً.. عندما تتجلى المرأة وتقضي وقتها بالزينة لساعات طويلة، هل حاولت أن تقضي ولو نصف هذا الوقت في تزيين عقلها وفكرها بالقراءة والاطلاع؟ هل فكرت يوماً أن هذا العقل يحتاج إلى حلي وزينة هو الآخر؟ حلي هي أجمل من كل ألوان الفساتين وأنواع التسريحات وتقليعات الموضة؟

دعونا نعد بالذاكرة هنا لما قالته الكاتبة فاطمة المرنيسي، في كتابها «شهرزاد ترحل إلى الغرب»، عندما وصفت ليالي شهرزاد التي نجت من الموت ليس بجمال جسدها إنما بقوة همسها في نداء رقيق وموجع للتبادل والحوار.

عن ذلك تقول المرنيسي: «كيف تكون النشوة متبادلة في ثقافة حيث سلطة الإغراء لدى المرأة تستثني إغراء العقل؟ ماهي الكلمات التي يستعملها الرجال للتعبير عنها إذا كانت المرأة مجردة من العقل؟ إن العلاقة الجنسية السعيدة تفترض تواصلا بين إنسانين».

وبعد هذا، لابد لي أن أعود إلى العلاقة بين المرأة والرجل في الغرب، وكيف أن معظم الرجال الغربيين من وصل منهم لسن النضج والرغبة الحقيقية والجادة في الاستقرار، لا يمكنه العبور إلى جسد المرأة والشعور به إن لم يكن يشعر بعقلها ويستطيع التواصل معها وفهمها وثقته في قدرتها أن تفهمه، بل إن تفاصيلها الفكرية ومدى عمقها هي دلالة لديهم على قوة تمسك الرجل بامرأته وكذلك العكس.

أيضا هناك بعض المفاهيم المغلوطة تحيط بالبعض في المجتمعات الشرقية تجاه المرأة المثقفة. هناك محاولات دائمة للتقليل من قيمتها ونعتها أحيانا بالمرأة (المسترجلة) حيث هناك نظرة ضيقة تعتقد أن الثقافة وإن كانت لفظة أنثوية إلا أنها من المفترض أن تظل إحدى الخصائص التابعة للرجل، مما حدا بأن ينحصر معنى (الأنوثة) بالانسياق والانسحاق والاستسلام. على النقيض الآخر، نساء اندمجن في تطبيق نظرية (الصوت العالي) للمطالبة بالحقوق وهذا مفهوم مغلوط أيضا، إذ إن الحقوق والمطالبات لا يُنظر لها في هذه الأجواء بل إنها طريقة متعسرة لإيصال الصوت، فالمرأة كلما كانت متمكنة في استخدام عقلها وفكرها وبصيرتها، كلما استطاعت أن تنال وتحصل على مبتغاها، وكلامي هذا ليس معناه الطاعة العمياء، أو الانقياد الأعوج، لأن الطاعة الحقيقة لابد أن تكون مبصرة واعية، والانقياد المستقيم هو من يجعل المرأة في المقدمة لقيادة الطريق إلى جانب الرجل، فالمطلوب ليس أن تكون خلفه ولا أن تكون أمامه، فالطرق لن تستنير إلا ببصيرتهما.

احتجاج المرأة على المجتمع الصارم، وعلى الظلم الواقع والمطالبة بالحقوق، يحتاج منها أن تبقى أوقات صافية في مكاشفة مع نفسها، لكي تصحح مسارها وتسترجع ثقتها بنفسها فهي مركز الكون وأعمدته التي تحتاج إلى بناء قوي، ولا ترتكز أحجار بنائه إلا من صفحات الكتب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
معلومة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الكرار :: الديوانية الأدبية :: THE ENGLISH FORUM-
انتقل الى: