سؤال يطرح ؟ لماذا ائتلاف العمل والإنقاذ الوطني؟ وهذا الجواب...
بقلم حيدر الاسدي
العراق ...اسم سجلته اذهان البشرية والمجتمعات التي سلفت ، لو تكلمنا عن الحضارات كان العراق وجهها المشرق في اكد واشور وبابل وسومر ، في الادب والثقافة والتراث والشعر تشمخ لك اثار وحضارة هذا البلد شامخة عريقة متأصلة ومتجذرة في نفوسنا الطيبة في بابل وبغداد السلام وشماله الحبيب وجنوبه جنوب الطيبة والكرم والاهوار ، وبصرة الادب وشط العرب والنخيل الباسقات الشامخات ،
كل الفطرة الحسنة والشمائل الحميدة اطرت لحياة المدنية والعامة في هذا البلد منذ عقود مضت واستمدت اواصرها من امتداداتها وسكن الانبياء والاولياء فيها والاضرحة المطهرات وخليط سكانها المتجانس . الا ان هاجمته اواخر العقود الماضية هجمة طاغوتية دكتاتورية اطاحت به وانهكت قواه ، عم العوز والفقر افقه الجميل وذبلت وروده المتفتحة ويبست نخيلة وجفت انهاره واهواره المعطاة ، بعد تسلط شذاذ الافاق على مصادر القرار والحكم ، فمن تسيد دفة القرار اخذ يتخذ نهج اعوجاج عن طبيعة المجتمع العراقي وتكوينته الاجتماعية ، فصار ديدن الطغاة هو الضغط على هذا الشعب المسكين فاذاقوه ويلات المعاناة وعذابات القهر والحيف والحاجة والحصار ، واستمر الحال واصوات غيرة الشعب وحميته وئيده يخنقها اللاهثون وراء المال والوجاهة والدنيا وزبارجها ، انتظر العراقيون طيلة سنين مضت التغير والانقاذ من واقع مضني عايشوه واظنك حالهم وظروفهم المعاشية فكان تنفسهم الحياتي حالك مظلم فواحدهم يعيش في ظلامات عتم الحياة اليومية فراحوا باحثين بطرق شتى عن توفير لقمة العيش الهنيء، فمع هذا رؤيتهم للواقع كانت لها زواية مختلفة ، ومرت السنين واتى دعاة التغير والاصلاح بعد سنين عجاف تجرعوها كالسم الزعاف مع حكم دكتاتوري لمدة ( 35 عام) وحلت بوادر جديدة تنفس فيها العراق الصعداء وجيء لنا بحرية وديمقراطية جوفاء مفرغة عن معانيها الحقيقية ، ولان الشعب العراقي حديث التجربة الديمقراطية ولم يشخص رواياه الواقعية والمطالب الحقيقية ، حدث ما حدث بعد عام 2003 وتنفذ على مصادر القرار اشخاص اتوا لنا طامعون باموالنا ونفطنا وثروتنا ، اتوا لنا حالمون مع دبابات الاحتلال فكانوا مطيعين لما يُصدر قادتهم ومحركيهم ، وبان لاول وهلة الافساد والفساد وإماراته بدأت تتوسع في دوائر الدولة كافة ، فاصبحت دوائر العراق ومكامن القرار بؤرة الفساد فتحكم بمقدراتنا اشخاص ليسوا كفوئين عاثوا في دوائرنا وصروحنا فساداً ، سيما مسرحنا الكوميدي عفوا
( قبة برلماننا ) الذي يظهر لنا باضحوكاته المتوالية على جروحنا ، فملء العراق باطفال الشوارع ومتسولين يملئون الازقة والتقاطعات ونساء ارامل ومطلقات معوزات يبحثن عن ملاذات تاويهن من عوز القدر واحتياجات الابناء ، وتفشت البطالة بين شبابنا فراح بعضهم الى طريق الاعوجاج والانحراف واخرون سلكوا الاعمال الشاقة ، واندفعت فئات عدة الى الهجرة والاغتراب ، كل تلك الصور المثيرة حلت في بلد السلام ، وفشلت تجارب من حكم بعد 2003 حكومة بعد اخرى فاولها مجلس الحكم المشكل من سيء الصيت برايمر وسنهم لقرارت اضحت تركة سلبية على بعض قطاعاتنا اليوم ، ففشل مشروعهم وباء بسخط من الشعب العراقي ، ثم دستور محاصصات طائفي مقيت يمثل مصالح أشخاص لايمثلون ارداة الشعب باكمله؛ اقروه بليل ، وتداول الايام ويبقى اللاهثون وراء السلطة والوجاهة يسرقون قوت الشعب المسكين واصحاب الشيبة من ابناء العراق يانون من العوز امامهم فلا مغيث لهم ولا صوت يرفع الا ذلك الصوت ( صوت ثلة الاخيار) الذي اسرعت وسائل الاعلام المزيفة الماجوره لاسكاته مرارا وبطرق شتى ، وبعد الاربع سنين الاخيرة وللحظة بان كل شيء للشعب العراقي واتضحت معالم الواقع السياسي لكل صغير وكبير لكل عالم وجاهل ، ان من تنفذوا سابقاً ومتنفذين حالياً ، ثبت انهم بالقطع واليقين لايصلحون للعودة مرة اخرى الى مراكز القرار سواء برلمانيون او وزراء او غيرهم ، اغلبهم بان فشله الذريع وفضحت نواياه وذبحت مخططاته امام نظرات الشعب العراقي المتفحصة الحالية لهم ، وبعد وبعد كل ما جرى على العراقيين وبعد ان تسبب الساسة المتنفذون جراء صراعاتهم من اجل الكراسي بذهاب العديد من العراقيين شهداء توسدت اجسادهم ارض بغداد والبصرة والموصل والرمادي ، بعد فتن طائفية قادها الطائفيون من الساسة المتنفذون ، بعد فتن صماء وعمياء وصل العراق ومؤسساته الى خربة ودماء وحال لايسر العدو ولا الصديق ، فالعراق بلد النفط والنخيل والانهار يستجدي عطف تركيا وسوريا لتمنحه قطيرات ماء تروي ظمأ ابناء النهرين بعد ان تخلت بساتينه الزراعيه عن الماء بفعل ساسة اليوم واضحت صحراء قاحلة، كل تلك الدمارات والصور حدثت بفعل الفاعلون الغادرون بالعراق ، وها هم اليوم يخاطبونا بلغة المسكين يرجون العودة لكرسي عبدوه ولكن انى لهم ذلك ، مادام فينا العراق ينبض وتاريخه يستشرف من قبل الوطنيون الاصلاء ، فنور ائتلاف العمل والانقاذ الوطني قد شعشع وخيم على اسوار العراق فها هو يمد يده للعراق توسدا على فراتيه يبكيان معاً غربة العراق وضياعه ، ها هو ائتلاف العمل والانقاذ الوطني يصافح العراق ويعده بالثأر له من الاغيار الاشرار ممن انتهك مقدساته وسرق حليه المدفون ، فقد انبلجت ضياءات جديدة في اعلان ائتلاف العمل والانقاذ الوطني هذا الائتلاف الذي يضم كوادر مخلصة للعراق ولدوا من رحم معاناة العراق ، فهم بيننا وفينا يعيشون ومعنا دائما يتواجدون ، هم من لم تلوث أيديهم في سرقات وتهريب كما فعل الآخرون !!! فبقوا صفحة بيضاء ناصعة ، هم من رفض التفرقة والطائفية المقيتة ووحدوا العراق بلسان قول لافرق بين كل الطوائف مادام العراق موحدنا وجامعناً ، فالعراق كان غايتهم فلبت لهم صرخات العراق نداءات الغوث وتوحد معهم العراقيون ، فهم جهة لم تعرف يوماً مصلحة فرد منهم بل كان عملهم في الواقع لاجل العراق ومصلحة العراق وفقط ، حتى لم يدعهم الإبرار من خيار العراق فالتفتوا حولهم لتأيدهم ومأزرتهم ، وفي ائتلاف العمل دور شمل المراة العراقية فكان هناك تجمع باسمها وناطق بصوتها ، وكذلك المسيح وكفاءات وشيوخ عشائر وغيرهم ، كان حقاً عراقاً مصغراً ، يحتاج الوقفة التامة من ابناء العراق من الشمال للجنوب لكي نعلن الولاء المطلق لجهة لم تجرب ولم تتلوث بادران الماديات التي لوثت غيرهم ممن جربناهم وعرفنا فشلهم عن كثب ، فالعقل والمنطق والشرع والأخلاق يدعونا للتازر مع ائتلاف العمل والانقاذ الوطني وان لا نلدغ من جحر مرتين ، وان لا نعود ونجرب اناس وكيانات جربت وبان فشلت فكما يقال في الحكمة تجريب المجرب حماقة ، أي المجرب والذي بان فشله لنا جميعا من الحماقة ان نرجع ونصوت لهم ، وحتى المرجعيات الدينية والأكاديمية اكدت على قضية عدم الرجوع والتصويت لاناس لم يوفروا لنا الف باء البنى التحتية من ماء وكهرباء ومجاري واقصد بهم متنفذي القرار اليوم من برلمانيون ووزراء وغيرهم فكلهم لم يوفروا للعراق أي خدمات ووسائل ترفيهية مريحة فضلا عن ضروريات الحياة . وهذا مرجح لان نضع الايد ونشبككها مع رجالات ائتلاف العمل والانقاذ الوطني الذين لمسنا منهم الحرص على الصالح العام وثروات العراق . نعم العراق والمرحلة التاريخية في حالة مخاض وتاريخ العراق يطلق وعندما يولد لا يولد الا الرجال الرجال ممن تنزه عن عواطفه ومصالحه واعلن موقفه من اجل العراق ودعم الوطنين الاصلاء النزهاء ممن يريدون لهذا الشعب ان يرتاح وياخذ حقوقه التي سرقها الآخرون .
hedar_alasde87@yahoo.comكاتب وصحفي