في خضم التحديات التي يمر بها بلدنا العزيز الجريح المهضوم ، كنت أفكر ان لا خلاص لهذا البلد من هذه التيارات المفسدة التي تتحكم بثروات البلد والتي لم تجر علينا الا الويلات ، بدأ اليأس يتخلل الى نفسي من أن لا أمل في التغيير ، وأنا أفكر بذلك فأذا بحلوتي الجميلة ابنة العشر سنوات تقطع عليّ تفكيري قائلة بصوت جميل :
- صباح الخير بابا
- صباح الخيرات
- اظن اني عرفت بمَ تفكر !!!
ضحكت وقلت مستغربا من توقعها :
- بماذا أفكر يا حلوتي ؟؟؟
- بقانون الأنتخابات الذي أقره البرلمان اخيرا ....
وفعلا هنا تذكرت تلك الجريمة البشعة التي ارتكبها البرلمانيون بحق طوائف كبيرة وكثيرة من أبناء وطننا العزيز وهنا قلت لها :
- نعم يا أبنتي افكر في بلدي كيف له الخلاص من هذا الذي يمر به من تسلط العملاء والمفسدين على رقاب الناس ...
- هل تسمح لي يا ابي بالجواب ؟؟؟
- دعيني يا أبنتي اكمل كلامي ، والله يا أبنتي بدأت أفقد الأمل في الخلاص من كل ذلك ، فقاطعتني قائلة :
- لا يا أبتي مازال العراق بخير وفيه من الوطنيين الكثيرين الذين سينقذون العراق من الذي هو فيه ...
- هذا صعب وبعيد يا أبنتي ...
- لا تقل ذلك يا بابا ، فما زالت الفرصة أمامنا للتغيير ..
- وكيف ذلك ؟؟؟
- أليست هناك انتخابات قادمة ؟؟؟ فيمكننا فيها ان نغيير هذه الوجوه الكالحة المتسلطة على رقابنا ...
وهنا بدأ شئ من الأمل يسري بداخلي من هذه الطفلة البريئة ، وفعلا بدأت أنبهر من طريقة طرحها ونقاشها ، وهنا أردت أحراجها فقلت :
- وكيف لنا التغيير وهل من بديل ناجح ، فلربما من يأتي هو مثل أولئك المفسدين ، بل يمكن أن يكون أسوء ...
وهنا أنتفضت صارخة :
- بابا هل نسيت الوطنيين من أبناء عراقنا الحبيب ،هل نسيت ضيوفنا أمس الذين زارونا وطرحوا عليك تلك الأفكار النيّرة والتي ملئها الأمل للخلاص وانقاذ الناس والبلد مما هم فيه ...
وهنا بدأت أتحايل عليها وعملت نفسي ناسيا لتلك الوجوه التي شرفتنا بزيارتها ونورتنا بأفكارها وآنستنا بطرحها الوطني الذي يملئ القلوب والنفوس بالأمل في الخلاص والتحرر فقلت لها :
- عن أي ضيوف تتكلمين ؟؟؟ وهل هذا وقت كلام عن العزائم والضيوف؟؟
- بابا عن أي عزائم تتكلم ؟؟ أقول لك ضيوف الأمس ، أنهم وفد أئتلاف العمل والأنقاذ الوطني الذين زاروك وعرفوا بأئتلافهم ، ألم تقل لي بعد أن خرجوا أنهم نِعمَ الوطنيين ، وأن على يدهم الخلاص ان شاء الله تعالى وأنهم أمل العراق والمحرومين والمظلومين ...
وهنا أجبتها بكل صدق وصراحة :
- نعم يا أبنتي والله أن الوطنيين في أئتلاف العمل والأنقاذ الوطني هم مَن سنعطيهم أصواتنا وهم مَن سندعمهم بأفعالنا وأقوالنا لأنهم مَن تبنوّا مصالح الناس وتحملّوا همومهم وسيعملوا من أجل اسعادهم والدفاع عن مصالحهم ، نسأل الله أن يوفقهم ..
وهنا قاطعتني مستبشرة فرحة قائلة :
- والله أفرحتني باصرارك على نصرة هؤلاء الوطنيين في أئتلاف العمل والأنقاذ الوطني لانني أحسست الصدق في قولهم والأمل بأنقاذ الوطن بعملهم ...
وهنا تيقنت أن هؤلاء المخلصون الوطنيون قد أثروا حتى في أبنتي الصغيرة ، وكما قيل ما يخرج من القلب يدخل الى القلب ، فقطعا كان كلامهم نابعا من قلوبهم فدخل قلوبنا وأثرّ بنا ، فطوبى لأحرار وأبطال ائتلاف العمل والأنقاذ الوطني ، ووفقهم الله لخدمة بلدهم وعراقهم عراق الأصلاء الوطنيين لا عراق العملاء المفسدين ...
الخميس 19 نوفمبر - 13:49